بسم الله الرحمن الرحيم
سخ في الشاشات كان مجهولاً حتى الأيام العشرة الأخيرة من رمضان، وصحيح أنني أعلنت اعتراضي على الأفيش، لكن هذا لا يعني مقاطعة الفيلم.
خلال خمس سنوات فقط، نجحت الممثلة الشابة منّة شلبي في الانتقال من مجرد كونها وجها جديدا في فيلم "الساحر"، إلى واحدة من نجمات السينما القلائل بقدرتها على تجسيد العديد من الشخصيات الناجحة، بعدما عرفت كيف تختار أدوارها بعناية، واجتازت سريعاً مرحلة الانتشار العشوائي، حتى وصلت إلى مهرجان فينيسيا من خلال "هي فوضى"، الفيلم الذي حمل توقيع المخرج العالمي يوسف شاهين. مع منة شلبي كان هذا الحوار قبيل أيام من عرض الفيلم تجاريا في مصر، وجاء هذا الحوار كمناسبة للتعرف على رؤيتها للفيلم ولباقي الأفلام التي قدمتها هذا العام ومشاريعها المقبلة...
هو بكل تأكيد الفيلم الأكثر أهمية في مشواري حتى الآن، يكفي أنه مع يوسف شاهين، وأنه شارك في المسابقة الدولية لمهرجان فينيسيا، لكن الفيلم ليس مهماً فقط بسبب شاهين والمشاركين فيه، لكن لأنه يعبر عن قضية اعتبرها الأكثر سخونة على أجندة المجتمع المصري، فالفيلم يجسد حالة الفوضى التي ضربت العديد من الطبقات والفئات بسبب اختلال منظومة القيم، لدرجة أننا نشعر جميعاً بالتغيير الذي طرأ علينا كمصريين، ولا نعرف كيف نواجهه، ولا كيف نستعيد سيرتنا الأولى، لهذا أنا سعيدة بالمشاركة في عمل يحمل هذه القيمة بجانب التعاون مع يوسف شاهين وخالد يوسف مخرجي الفيلم بكل تأكيد.
تقدمين في الفيلم شخصية "نور" المطاردة من الشرطي الفاسد "حاتم"، ما أهم ملامح هذه الشخصية؟
فتاة عادية تسكن في حي شبرا، وتعمل مدرسة، ولا تطمح في أي شيء، سوى أن تقابل الشاب الذي تحبه، وترتبط به، وهي شخصية صعبة لسبب واحد، هو مدى نقاوتها وضرورة أن يظهر ذلك للجمهور من دون أن يعتقد المتفرج أننى أتقمص شخصية فتاة ساذجة غير موجودة الآن، لكن التحول في شخصية "نور" يبدأ عندما تتعرض لمطاردات الشرطي الفاسد الذي يريد الزواج منها بالقوة حتى يحاول اغتصابها لإجبارها على ذلك.
تردد أن مشهد الاغتصاب سبّب الكثير من الأزمات مع الرقابة؟
هذا الكلام غير حقيقي على الإطلاق، ومن حسن حظي أن المخرج يوسف شاهين تنازل عن واقعيته هذه المرة، وقرر تصوير مقدمة المشهد، ثم نتائجه، على أن يتخيل الجمهور ما حدث، وهذه كانت رؤيته الفنية، أي انه لم يتم تصوير لقطات ثم حذفها بعد ذلك.
العمل مع يوسف شاهين تحول لعقدة للكثير من النجوم الذين لم يجدوا أفلاما بنفس القوة في ما بعد، كيف ستواجه منة شلبي هذا الموقف؟
أتفق معك في أن العمل مع شاهين يرفع الممثل لمستوى أعلى من زملائه، ثم يجد نفسه بعد ذلك مطالباً بالتعامل مع الموضوعات المطروحة في السوق، لأنه للأسف لا يوجد لدينا إلا شاهين واحد، والمخرجون الكبار توقفوا لسبب أو لآخر، بينما لا يزال شاهين يقاوم رغم بلوغه سن الثمانين، لكن من وجهة نظري فإن الممثل يجب ألا يحبس نفسه في إطار معين، من جانبي سأحرص على مقاومة هذه العقدة من خلال تقديم أدوار جيدة ومتنوعة، حتى لو كانت في أفلام كوميدية خفيفة، طالما الدور جيد ويضيف لي، فلن انتظر أفلاماً عالمية كل عام، لكن الذي أشعر بالتعاطف معه هو خالد صالح، فهو يقدم دوراً سيكون علامة في مشواره الفني واتمنى أن يتخطاه سريعاً ويقدم لنا الجديد وهو قادر على ذلك.
فيلمك الأخير "الأولة في الغرام" تعرض لنقد عنيف، بسبب ثغرات درامية، في الوقت نفسه لم تظهري لتشاركي صناع الفيلم الكلام عنه، هل لذلك علاقة بمستواه النهائي؟ وما تردد عن غضبك من الأفيش؟
أولا الفيلم من تأليف كاتب كبير هو وحيد حامد، وأنا لا أعطي لنفسي حق نقد سينارست له كل هذا التاريخ، لكن النقاد طبعاً لهم الحق في ابداء الرأي، وربما يكون الخلاف حول رؤية المخرج. واعتقد أن محمد علي سيكون له شأن بين المخرجين المصريين قريباً. أما عن عدم المشاركة في الاحتفال بالفيلم، فلم يقام عرض خاص من الأساس، وموعد طرح الن
وما سبب غضبك من الأفيش؟ وهل هناك خلاف بينك وبين درة التونسية بهذا الخصوص؟
منذ البداية أسير على قاعدة ان المساحة الأكبر في الأفيش للفنان صاحب الجماهيرية والانتشار الأكبر أيضاً، وهو ما طبقته على نفسي، فلم اطالب يوماً بأن أكون قبل حنان ترك ومنى زكي، والعدالة بيني وبين هند صبري منطقية، وهو ما أطلبه لنفسي مع أي وجه جديد، لكن بعض المنتجين يجاملون على حساب تلك القواعد، لكن هذا لا يعني غضبي من درة، فهي زميلة شاركتني الفيلم ولا خلاف بيننا بهذا الخصوص.
قال البعض إن منة شلبي لم تحصل على مساحة كافية في "كدة رضا".. ما تعليقك؟
شاركت في هذا الفيلم لأنني كنت اريد التعاون مع زميلي احمد حلمي، وهو فنان له جماهيرية كبيرة، أي انني استفدت من المشاركة معه، كما أن الفيلم كان الأفضل بين ما عرض علي وسط أفلام الصيف، لكن المجهود الحقيقي بالفعل لأحمد حلمي الذي قدم ثلاث شخصيات مرة واحدة، ولا يمكن أن أطلب مساحة محددة في كل فيلم حتى لو كان ذلك ضد الدراما، فأنا ممثلة لا سيدة أعمال أكون شركة.
من بنات جيلك، ياسمين عبد العزيز ومي عز الدين تقدمان حالياً أفلاماً من بطولتهما المطلقة، متى نرى منة شلبي في نفس التجربة؟
عندما يأتيني الورق المناسب المبني على دراما بطلتها فتاة، لكنني لا أستعجل هذا الأمر، فكل زميلة لها فكر وفلسفة في مشوارها الفني، أنا شخصياً أهتم بتنويع أدواري والمشاركة في أفلام جيدة المستوى بشكل عام، بدلاً من مغامرة شباك التذاكر.
صابرين قدمت أم كلثوم، ومنى زكي غامرت مع السندريلا، من الشخصية التي توافق منة شلبي على تجسيدها للشاشة الصغيرة؟
بكل صراحة، لا يوجد، قد أقدم شخصية تاريخية لا فنية، لأن تقليد فنانة معروفة سيجبر الجمهور على المقارنة، ومن المستحيل تكرار كاريزما فنانة قديمة الآن، وهو ما سيتكرر معنا بعد سنوات طويلة، بالطبع الزميلات اللاتي خضن التجربة لهن الحق في ذلك، لكن من وجهة نظري لا أفكر في هذه العروض.
بعد اعلان فسخ خطوبتك مع المخرج خالد يوسف، تردد أن العلاقة بينكما عادت من جديد، هل هذا صحيح؟
علاقتي بخالد يوسف أكبر من كل الشائعات، فهو من المخرجين القلائل الذين نجحوا في الإضافة لي كممثلة، لكن حالياً لا تربطني به سوى الزمالة، وقلبي مغلق مؤقتاً ولا يوجد مشروع ارتباط جديد في الأفق.
وماذا عن منة شلبي بعد "هي فوضى"؟
أقرأ العديد من المشروعات للسينما والتلفزيون، لكنني لم اتخذ أي قرار بشأنها حتى الآن. بتصرف عن ا